افتتح في جامعة الزيتونة الأردنية المؤتمر الدولي الثامن لكلية الآداب /قسم اللغة العربية الموسوم ب “القدس في الشعر العربي الحديث”، والذي رعاه رئيس مجلس أمناء الجامعة دولة الدكتور عبدالله النسور.
وأكد رئيس الجامعة الدكتور محمد المجالي أن هذا المؤتمر يسمو بالمشهد الثقافي الأردني الذي كان ولا يزال يشكل أنموذجا راقيا للثقافات المختلفة، ويأتي تعزيزا لرسالة الجامعة الهادفة إلى الارتقاء بواقع البحث العلمي وتوطيد أواصر التعاون والمحبة مع الأساتذة الأجلاء في الجامعات المحلية العربية العالمية.
مضيفا أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي متزامنا مع احتفالات الجامعة بمئوية الدولة الأردنية، المئوية التي حملت معها إنجازات عظيمة، وتطورات هائلة في كافة المجالات ، حيث جعلت الأردن محط اعجاب الجميع، في بناء وعطاء في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وأوضح المجالي أن هذا المؤتمر فرصة طيبة لتحقيق النهوض بمستوى الخطاب المعاصر من خلال التوجيه الصحيح، فالنقاد الجيدون هم الذين كسروا الحواجز وانطلقت أصواتهم في رحاب الحياة بأجمعها، حيث أن الخطاب الأدبي المعاصر، قد شابه الكثير من العيوب، وقد يكون لاضطراب الحركة النقدية أثر واضح في ذلك، لأن النقد مهمة صعبة وتحتاج إلى علم ودراية واطلاع واسع وتدريب ذهني منظم، إضافة إلى الموهبة الأصيلة التي لا تقل شأنا عن موهبة القاص والشاعر.
وبدوره بين عميد كلية الآداب الدكتور محمد الطراونة أن محاور المؤتمر تم اختيارها بدقة وعناية لتأتي منسجمة ومتناغمة مع أهدافه المتمثلة في التعريف بالقدس تاريخياً وسياسياً وإنسانياً وفنياً وتعزيز الوعي بكافة الأبعاد المتعلقة بها بما يخدم هدف تحريرها من براثن الاحتلال الصهيوني، وإبراز دور الشعر العربي في ذلك بصفته أحد وسائل الإعلام المقاوم قديماً وحديثاً. حيث شملت هذه المحاور: البعد السياسي في قصيدة القدس، والبعد الإنساني في قصيدة القدس، والبعد الديني في قصيدة القدس، والبعد الفني في قصيدة القدس.
وبين ممثل مركز دراسات القدس أن مخرجات هذا المؤتمر تأتي تأكيدا للهوية الوطنية القومية، وفي إعلاء شأن الثقافة العربية بمفرداتها، التي ما انفكت يوما إلا لتؤكد على أن الكلمة هي الجامع المشترك رؤية المستقبل المشرق الذي يحدوه الأمل والانبعاث كالعنقاء من بين الرماد.
وفي كلمته باسم المشاركين أكد الدكتور علاء عبدالهادي ثبات موقف المثقف العربي نحو القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية التي تأتي على رأس القضايا الدينية قاطبة، وأن رسوخ هذا الموقف الثابت يقع الآن أكثر من أي وقت مضى على كاهل المبدعين العرب.
وفي نهاية حفل الافتتاح كرم راعي المؤتمر الشعراء المشاركين وهم الشاعر علي البتيري، والشاعر إبراهيم الكوفحي، والشاعر سعد الدين شاهين، والشاعر لؤي أحمد. بالإضافة إلى الطلبة الفائزين بمسابقة العادات والتقاليد في القدس والتي أقامها مركز دراسات القدس حيث فاز بالمركز الأول الطالبة غزل هديب، والمركز الثاني بيان أبو ذريع، والمركز الثالث معاوية غيث.
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار يومين، و تتضمن مناقشة 45 ورقة بحثية، يقدمها نخبة من الباحثين والعلماء، من 9 دول عربية شقيقة هي: فلسطين، ومصر، ولبنان، والجزائر، وسوريا، والعراق، والمغرب، والجزائر، بالإضافة إلى الأردن.