في ظل عالم يتغير بتسارع شديد وواقع يحتاج إلى تغيير مستمر قادر على التعامل مع الأزمات المختلفة والانطلاق من خلالها إلى تحقيق الإبداع والتفوق تظهر الحاجة الموضوعية الملحة لدراسة وتحليل الأساليب العلمية والتقنية السليمة للتعامل مع الأزمات في ميادين العمل والأنشطة الإنسانية المختلفة . وتقترن إدارة الأزمات بالمخاطر والتهديدات المحتملة التي تتطلب البصيرة والحكمة في إيجاد الحلول العملية الشاملة والصحيحة.
إن الأزمات التي تواجه المنظمات والمجتمعات تحتاج إلى وجود إدارة كفؤة وفاعلة قادرة على التعامل مع الأزمة ليس بسبب طبيعتها السلبية وإنما من أجل اقتناص الفرص الثمينة التي تنبثق منها ولتحفيز الإبداع والابتكار في المنظمة وتعزيز التعاون والانسجام لحزمة من الأنشطة الضرورية لإدارة الأزمة وتجاوزها بنجاح والسيطرة على نتائجها وآثارها المحتملة .
تهتم إدارة الأزمات بتحقيق التحول الجذري في منظمات الأعمال من نظم وأساليب العمل التقليدية إلى نظم وأساليب عمل مبتكرة جديدة، إضافةً إلى ارتباطها المعرفي والتقني بحقول إدارة الخطر من منظور استراتيجي شامل.
إن الأزمات في ميادين الأعمال المختلفة تشكل منعطفات تاريخية ولحظات تحول مفصلية وحرجة قد يؤدي إهمالها وعدم الاستفادة منها إلى الحاق الضرر الواسع في إدارة المنظمات وربما يؤدي إلى تهديد وجودها واستمرارها . لذلك فإن حقل إدارة الأزمات يساهم في إعادة بناء القدرات ويعمل على استعادة التوازن الداخلي والتكيف البيئي في سبيل تحقيق النمو والتجديد والميزة التنافسية المستدامة في ميادين الأعمال المختلفة.