« الجامعات الخاصة « تتجه إلى واقع صعب في ظل فتح باب « الموازي » على مصراعيه
تنذر الاوضاع والقراءات غير النهائية للقبولات الجامعية بان امور الجامعات الخاصة تتجه الى واقع صعب يوشك ان يصبح صعبا بامتياز ، وتشير الدلائل وفقا للقائمين على تلك الجامعات « وطنية المال والمضمون والاستثمار « ان ابوابها تتجه الى ان توصد بوجه العاملين فيها ، نظرا لضعف الاقبال عليها ، ونتيجة لنتائج الثانوية العامة التي ادت وبحكم الارقام انه يمكن ان يقبل جميع الطلبة الحاصلين على معدلات 65% في تلك الجامعات ، وان تستكمل الاعداد الباقية ممن لم يحصلوا على مقعد تنافسي على تعليم موازي باحدى الجامعات الرسمية بالتخصص الذي يرغب
الطالب الالتحاق فيه ..
قصة الجامعات الخاصة اصبحت تأخذ بعدا اكثر قلقا من حيث لجوء بعضها الى الترويج السلعي لمكوناتها عبر وسائل الاعلام المختلفة ، ومنح الطلبة عروضا على الاقساط والقبولات ، لتتحول الامور الاكاديمية فجأة الى ترويج واستعراض اماكن الترفيه بالجامعات والتسهيلات داخلها والمرافق المختلفة ، لتصبح الجامعة مسرحا لعروض اصبحت تتشابه مع المحال التجارية المختلفة السلع والترويج لها بوسائل مختلفة قد يعتبرها البعض « رخيصة «ولا تليق بواقع التعليم الاكاديمي ..
العروض التي اصبحت تشاهد عبر الاعلانات التجارية المختلفة ، اصبحت مثار اهتمام وملاحظة من قبل الجميع ، واصبحت تثير تساؤلات اكثر اهمية ،حول مصير تلك الجامعات ، ولماذا تترك الجامعات الخاصة وهي بالأساس جامعات اردنية وطنية برؤوس اموال وطنية هكذا بلا معين حتى لاسمح الله تسقط في شرك الاغلاق.
قصة الترويج للجامعات الخاصة ، تطرح سؤالا كبيرا على اصحاب القرار والرأي ان يتطلعوا لها بعين ثاقبة لا تقبل الظلم او تشريد طلبة او اعضاء هيئات تدريسية وقوى عاملة ، اذ يرى رئيس جامعة الزيتونة الخاصة « بالوكالة « امين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السابق د. تركي عبيدات ، ان القضية صعبة وخطيرة ، وان قضية الترويج لبعض الجامعات الخاصة عبر وسائل اعلام مختلفة امر لا يضير احدا وان اساليب التسويق مشروعة ، لكن يجب التعبير عنها بطريقة تليق بالجانب الاكاديمي ، وهذا يحصل بالجامعات المرموقة باماكن مختلفة بالعالم كالجامعات الامريكية والبريطانية ، لكن الترويج لها اكاديميا يرفع من شأن الجامعة ويدعم اداءها الفعلي.
واشار الى ان الجامعات الخاصة يجب ان تلقى عناية مختلفة وهي مؤسسات وطنية اردنية بامتياز والحفاظ على كينونتها وامورها وان تكون هنالك نظرة شمولية بشأن تلك المؤسسات التي تستقطب اساتذة اردنيين مرموقين وتشغل ايد عاملة وقوى اردنية مختلفة التخصصات ، كما انها تقدم خدمة للمجتمع المحلي ولا يجوز السكوت عن احتمالية ان تغلق بعضها لاسمح الله .
وقال إن القضية لا تتوقف عند التعليم العالي فقط بل اساسها التربية ونتائج الثانوية العامة والامتحان اساسا الذي اصبح ينصب لصالح الجامعات الرسمية ويقدم لها طلبة بشكل مكثف دون النظر الى اوضاع الجامعات الخاصة والتي تعتبر مؤسسات وطنية رائدة يجب دعمها والتعامل معها بكل حرص وشفافية ..
وبين انه لابد ان تتنبه الدولة الى وضع الجامعات وان تجد لها حلا مناسبا لا ان تترك الجامعات الاردنية الرسمية تتمادى بالتعليم الموازي على حساب الجامعات الخاصة ، دون النظر الى انها مؤسسات وطن ويجب ان تلقى الاهتمام والرعاية ، وان يكون هناك ترتيبات لاعطاء فرصة لتلك الجامعات الخاصة ان تستقطب طلبة ليتلقوا التدريس الكفؤ ايضا تحت مظلتها .
واوضح ان ازمة الجامعات الخاصة بدأت منذ حوالي سنتين ويبدو انها مستمرة للعام الحالي ايضا وهي نتائج متراكمة ، والخوف ان تؤول الامور الى نتائج لا يحمد عقباها بشأن الجامعات الخاصة والخوف عليها من الاغلاق لا سمح لها او توقيف برامج معينة فيها او الاستغناء عن كوادر او اعضاء هيئة تدريس ..
رابط اللقاء في جريدة الدستور – اضغط هنا